الميليشيا تحرق قاعة الصداقة الشعبية بالخرطوم
أفادت مصادر ميدانية اليوم السبت، 14 ديسمبر، بأن ميليشيا مسلحة أقدمت على حرق قاعة الصداقة الشعبية في الخرطوم، في خطوة تعكس استمرار التدمير الممنهج للبنية التحتية في السودان.
قاعة الصداقة الشعبية، التي تُعتبر من أبرز المعالم التاريخية والثقافية في العاصمة الخرطوم، كانت رمزًا للعلاقات الثنائية بين السودان والصين. تم تمويل بناء القاعة من قبل الصين كهدية للصداقة بين الشعبين، وبدأ العمل فيها في سبعينيات القرن الماضي ليتم افتتاحها رسميًا في عام 1976. منذ ذلك الحين، أصبحت القاعة مركزًا لاستضافة المؤتمرات والاجتماعات الكبرى، إلى جانب الفعاليات الثقافية والفنية.
يمثل حرق القاعة خسارة كبيرة للسودان، حيث كانت تمثل إرثًا تاريخيًا وثقافيًا، ومركزًا مهمًا للفعاليات الوطنية والدولية. وقد أثار هذا الفعل استياء واسعًا لدى الأوساط الشعبية والثقافية، حيث يُنظر إليه كجزء من سلسلة الاعتداءات المستمرة على البنية التحتية التي تهدف إلى إضعاف مؤسسات الدولة وتعطيل الخدمات العامة.
يُذكر أن السودان يشهد منذ أشهر تصاعدًا في الصراع المسلح، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى. وتُعتبر هذه الهجمات المتكررة على المنشآت العامة مؤشرًا خطيرًا على حجم التحديات التي تواجه البلاد في سعيها لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار.
قاعة الصداقة الشعبية لم تكن مجرد مبنى، بل كانت رمزًا لمعاني الوحدة والتعاون بين السودان ودول العالم. اليوم، يواجه السودان تحديًا كبيرًا في الحفاظ على ما تبقى من بنيته التحتية وإرثه الثقافي في ظل استمرار أعمال العنف والتدمير.