سياسة

6 سنوات على سقوط البشير إلى أين وصلنا؟

في 11 أبريل 2025، تحل الذكرى السادسة لسقوط الرئيس عمر البشير، الذي أُطيح به في 11 أبريل 2019 بعد احتجاجات شعبية عارمة نتيجة انهيار الوضع الاقتصادي والسياسي الخناق، طالبت بالحرية والعدالة والديمقراطية. الحدث شكّل بداية مرحلة انتقالية واعدة، تَمثّلت في شراكة بين المدنيين والعسكريين، إلا أن الانقسامات والصراعات السياسية سرعان ما بدّدت تلك الآمال.

شهد أكتوبر 2021 منعطفًا حاسمًا عندما تحالف الجيش مع قوى “الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية”، وتم إقصاء “قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي” من المشهد السياسي. هذا التحالف قاد إلى انقلاب عسكري أنهى المرحلة الانتقالية وأعاد البلاد إلى الحكم الأحادي، ما فجّر احتجاجات متواصلة رافضة للحكم العسكري، وسط قمع دموي زاد من تعقيد المشهد.

وفي 15 أبريل 2023، تفجّرت حرب مدمّرة بعدما تمردت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) على الجيش السوداني، وبدأت هجومًا واسعًا من داخل العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الكبرى. الحرب سرعان ما تحولت إلى صراع مفتوح على السلطة، وأدت إلى انهيار البنية التحتية، ونزوح ملايين المواطنين، وتفكك مؤسسات الدولة.

وبعد نحو عامين من المعارك، أعلن الجيش السوداني في 28 مارس 2025 سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم وطرد مليشيا الدعم السريع منها، مؤكدًا استمرار عملياته العسكرية لملاحقة فلول المليشيا في عدد من ولايات السودان. كما بدأ الجيش حشد قواته لفك الحصار عن مدينة الفاشر في دارفور، وتحرير بقية المدن التي لا تزال تحت سيطرة الدعم السريع. ومع ذلك، لا تزال البلاد غارقة في أزمة إنسانية وأمنية خانقة، في ظل غياب حل سياسي شامل يوقف نزيف الدم ويعيد للسودانيين أمنهم واستقرارهم.

                 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى