مقالات الرأي
مستشار حمدوك السابق يهاجم نصر الدين عبد الباري

خيانة القانون والوطن: عبد الباري والدفاع عن الجلاد
بقلم: أمجد فريد الطيب
- من أكثر المواقف إثارةً للاشمئزاز والدهشة، أن يظهر اسم نصر الدين عبد الباري – الذي لطالما رفع شعارات العدالة وحقوق الإنسان – ضمن الفريق القانوني الذي يدافع عن دولة الإمارات العربية المتحدة ضد بلده السودان، في الدعوى المقامة أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم فيها الخرطوم أبوظبي بالتواطؤ في دعم الإبادة الجماعية في السودان.
- لم أقرأ في حياتي ما هو أكثر تقززًا من المرافعة التي قدمها عبد الباري، والتي يسعى فيها – بكل برود – للدفاع عن دولة متهمة بدعم الجرائم ضد الإنسانية في بلده، من خلال الدفع بعدم اختصاص المحكمة وعدم ولايتها للنظر في القضية. فأي منطق هذا؟ وأي مبادئ تلك التي يتحدث عنها عبد الباري؟ وإذا كانت القيم القانونية والإنسانية تُعرض للبيع لمن يدفع أكثر، فلماذا ناضلنا طيلة سنوات ضد نظام البشير وطالبنا – ولا نزال – بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية؟
- عبد الباري لم يكتفِ بخيانة وطنه، بل مضى أبعد من ذلك بخيانة ضميره ومهنته، حين ارتضى أن يكون مطية لأجندات الممولين، مدافعًا عن الجلاد ضد الضحية، ومتبرعًا بخبرته القانونية في محاولة لتبرئة من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء.
- لقد كشفت هذه الحرب كثيرين ممن اعتادوا التباهي بالشعارات والمبادئ، ولكن ساعة الحقيقة عرّتهم وأظهرت تهافت ادعاءاتهم. عبد الباري نموذج صارخ لهؤلاء، ممن استبدلوا الموقف الأخلاقي بالمصالح السياسية والمالية.