تقرير صحفي حول تورط الإمارات مع الدعم السريع

تشير جوازات السفر التي تم استردادها من ميادين القتال في السودان إلى أن الإمارات العربية المتحدة قد تكون متورطة بشكل سري في النزاع المدمر في البلاد، وفقاً لوثائق مسربة. تحتوي وثيقة مكونة من 41 صفحة، أرسلت إلى مجلس الأمن الدولي ورآها "الجارديان"، على صور لجوازات سفر إماراتية يُزعم أنها وجدت في السودان ومرتبطة بجنود من قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا مشهورة في البلاد. سبق للإمارات أن نفت جميع الاتهامات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، التي تحاصر مدينة الفاشر في حملة أوسع للتطهير العرقي في دارفور. ومع ذلك، فإن الاقتراح بأن الإمارات قد نشرت أفراداً لدعم القتال في السودان سيكون تصعيداً، مما يزيد من تعقيدات النزاع الجيوسياسي الممتد منذ 15 شهراً بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني. تُزعم أن الجوازات قد استُعيدت من أم درمان، المدينة الواقعة عبر النيل من العاصمة الخرطوم، في منطقة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع ولكن استعادها الجيش السوداني مؤخراً. وصف المحللون هذا الاكتشاف بأنه "دليل قاطع" يتحدى نفي الإمارات ويفتح أسئلة حول مدى معرفة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بمستوى تورط الدولة الخليجية في السودان وما إذا كانت الغرب قد اتخذت خطوات كافية للحد من دعم ميليشيا متهمة بالإبادة الجماعية. قال كاميرون هدسون، مستشار السودان السابق للحكومة الأمريكية، إن الغرب سيتعين عليه التصرف. "سيجبر هذا واشنطن على الاعتراف بما تعرفه عن هذا الأمر، وسيفرض عليها الاستجابة"، على حد قوله. يعتقد بعض الخبراء أنه بدون التورط المزعوم للإمارات، كان من الممكن أن يكون النزاع، الذي يقود أسوأ أزمة إنسانية مستمرة في العالم، قد انتهى بالفعل. تشير الوثيقة، التي أُرسلت الشهر الماضي إلى مجلس الأمن الدولي، أيضاً إلى أن الإمارات زودت قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة معدلة لإسقاط قنابل ثيرموباركية مثيرة للجدل، التي تعتبر أكثر تدميراً من المتفجرات التقليدية ذات الحجم المماثل، وقد دُعي إلى حظرها. تتضمن الأوراق صوراً لصفحات أربعة جوازات سفر يُزعم أنها تعود لمواطنين إماراتيين، اثنان منهم ولدوا في دبي، واحد في مدينة العين وآخر في عجمان، وهي خامس أكبر مدينة في الإمارات. تتراوح أعمارهم بين 29 و49 عاماً. قال مصدر على دراية بالاكتشاف إن الجوازات استُعيدت من حطام مركبة وجدت في أم درمان في فبراير. "التقييم هو أنها تعود إلى ضباط استخبارات إماراتيين"، أضاف المصدر، مشيراً إلى عدم الكشف عن هويته. تم العثور أيضاً على جوازين سفر يعودان لمواطنين يمنييين في نفس الموقع، أحدهما، يبلغ من العمر 38 عاماً، ولد في دبي، والآخر، يبلغ من العمر 31 عاماً، من دَهْلَة، جنوب غرب اليمن. أرسلت قوات الدعم السريع في السابق آلافاً من مقاتليها إلى اليمن للقتال ضد الحوثيين، ويشير العثور على جوازات سفر يمنية في السودان إلى أن المساعدة قد تكون قد جرى تبادلها. ومع ذلك، نفت الإمارات هذه المزاعم قائلة إن الأفراد الأربعة الذين تظهر صورهم في الجوازات كانوا قد سافروا إلى السودان "قبل النزاع بفترة طويلة" في رحلة إنسانية تمت قبل 11 شهراً من اندلاع الحرب في أبريل 2023. قال بيان من سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة إن خمسة من الجوازات الستة تعود إلى وفد من مايو 2022 من مجموعة إنسانية مقرها الإمارات تُدعى منظمة العون الدولية التي زارت السودان. وأضاف البيان أنه "لم تُقدم أي صور للأجزاء الأخرى من الجوازات الستة لدعم المزاعم بأن هذه الجوازات استُعيدت من مركبة مدرعة في حادث طريق... وهي بحوزة الجيش السوداني". كررت الإمارات رفضها للاتهامات التي تفيد بأنها قدمت دعماً عسكرياً لأي من الأطراف المتحاربة في السودان. قالت البعثة الإماراتية لدى الأمم المتحدة الشهر الماضي إن الادعاءات بخلاف ذلك كانت "أكاذيب، معلومات مضللة ودعاية ينشرها بعض الممثلين السودانيين". ومع ذلك، وصف مراقبو العقوبات التابعون للأمم المتحدة مزاعم أن الإمارات قدمت دعماً عسكرياً لقوات الدعم السريع بأنها "مصداقية". قالت خلوود خير، محللة سياسية سودانية ومديرة مؤسسة "كونفلوينس" الاستشارية، إن الجوازات أعادت صياغة النقاش. "هذا يسخر من إصرار الإمارات على أنها ليس لها علاقة بدعم عسكري لقوات الدعم السريع. إنه دليل قاطع عندما يتم تأكيده بأدلة أخرى. الإمارات تقدم دعماً مباشراً كبيراً لقوات الدعم السريع، وهو ما كانوا ينكرونه بسبب عدم وجود رابط مباشر على الأرض"، قالت. قال هدسون، وهو أيضاً محلل استخبارات سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لأفريقيا، إن الاكتشاف يعني أنه سيكون من الصعب على الإمارات أن تبتعد عن السودان. "بشكل عام، عملوا من خلال وكلاء، ولم يتورطوا مباشرة. أرادوا بعض التدابير من الإنكار المحتمل وتمسكوا بذلك". تحتوي الوثيقة على تفاصيل حول المعدات العسكرية التي استُعيدت من ميادين القتال في ثالث أكبر بلد في إفريقيا. قال الخبراء إن طائرة مسيرة مزودة بأنابيب لإسقاط قنابل هاون معدلة مقاس 120 ملم من المحتمل أن تكون قد زودت بها الإمارات. تُشير الصور إلى صناديق تحتوي على أسلحة تُرسل من شركة أسلحة صربية إلى "قوات الإمارات المسلحة، قيادة اللوجستيات المشتركة في أبوظبي". تشير الصناديق إلى أن القنابل التي تحتويها تحتوي على حشوة ثيرموباركية، التي تنتج انفجاراً بدرجة حرارة عالية كتعزيز للمتفجرات التقليدية. وفقاً للوثيقة، تم استرداد القنابل من مقر البث الحكومي السوداني في أم درمان بعد أن طرد الجيش السوداني - الذي يُتهم أيضاً بارتكاب العديد من جرائم الحرب - قوات الدعم السريع من المبنى. قال متحدث باسم "فينكس إنسايت"، التي تحلل الأسلحة للحكومات والمنظمات غير الحكومية، إن "هذه القنابل المعدلة تأتي مع مجموعة الطائرات المسيرة. إنها حزمة واحدة، تنتجها شركة واحدة، وإذا ذهبت إلى القوات المسلحة الإماراتية، فإنها تتصل مباشرة كما يمكنك أن تحصل عليه". اتفق نيك جينزن-جونز، مدير "أبحاث الأسلحة"، الذي تتبع الأسلحة الإماراتية إلى ليبيا واليمن، مع أن الوثيقة تشير إلى أن قذائف الهاون مقاس 120 ملم التي زودت بها القوات الإماراتية تبدو أنها "استولت عليها" في السودان. تحتوي الوثيقة أيضاً على صور لصواريخ أرض-أرض، ومدافع مضادة للطائرات وأنظمة مضادة للدبابات موجهة بأسلاك، لكن الخبراء قالوا إنه توجد معلومات كافية لربطها بالإمارات. أضاف بيان السفير الإماراتي أن الصور في الوثيقة كانت نسخاً ضوئية بدلاً من جوازات سفر حقيقية تم العثور عليها. وأضافوا أن الرجال كانوا غاضبين من التورط الخاطئ. قال البيان: "يعتبر هؤلاء الأفراد هذا الادعاء بالتورط في النزاع تشهيراً ويعكس بشكل صارخ الترحيب الذي تلقوه سابقاً من السلطات السودانية لجهودهم الإنسانية ومحاولاتهم لبناء روابط تجارية بين بلدين شقيقين، وهم يحتفظون بحقهم في اتخاذ إجراء قانوني. "بالفعل، هؤلاء الأفراد بحوزتهم جوازات سفرهم، ومن غير الممكن أن تكون قد وُجدت 'على ساحة المعركة' كما يُزعم." المصدر : صحيفة الغارديان

تقرير صحفي حول تورط الإمارات مع الدعم السريع

اترك تعليقاً إلغاء الرد

القبض على أحد موظفي بنك لهذا السبب…

تصريحات جديدة من السفير الإيراني لدى السودان

رئيس وأعضاء مجلس السيادة ينعون بروفيسر محمد إبراهيم خليل

توجيهات للبنوك بالعمل خلال أيام العطلات

محلية القولد : إفتتاح سوق “شبتوت قبلي”

عاجل خطوات فتح حساب بنكك بدون الذهاب إلى الفرع

المبعوث الامريكي للسودان يكشف عن خطوة أمريكية جديدة لإنهاء العنف في السودان

طريقة إعاد فتح بنكك بدون الاتصال بخدمة العملاء

15 الف مساعده لكل فرد في الخرطوم

تصريح صادم من المبعوث الامريكي حول مشاورات القاهرة مع وفد الحكومة السودانية

With Product You Purchase

Subscribe to our mailing list to get the new updates!

توضح مهم من الجيش السوداني

محفظة تمويلية بمبلغ مليار دولار لاستقرار سعر الصرف

اترك تعليقاً إلغاء الرد

مقالات ذات صلة