مقالات الرأي

مبارك اردول يكتب.. محفظة السلع الاستراتيجية، تكرار الاخطاء وتوقع نتائج مختلفة

اصدر بنك السودان المركزي منشوراً أوضح فيه بانه بصدد اقامة محفظة للسلع الاستراتيجية، وياتي القرار على اثر التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وبالتالي أستصحب ذلك ارتفاع في أسعار السلع والخدمات للمواطنين الذين يطاردهم شبه الحرب منذ اكثر من عام، وتعطل مصادر الدخل الرئيسية لهم.

القرار رغم التفاصيل التي وردت في منشور البنك المركزي لتطمين المشككين، إلا ان المحفظة مهما حاولت الجهات التي ترعاها تجميلها فسوف تظل هي الآلية التي تحتكر استيراد السلع المعنية بها وتجعل الدولة في بحر السوق تنافس التجار (يفتح الله -يستر الله) مثلها ومثل اي شركة.

تاريخ المحافظ والصكوك في السودان ليس حميداً إطلاقاً فتجربة بريق وشهامة ومحفظة (قحت) كلها لها تجارب مريرة على القائمين بها ناهيك عن تجربتها في السوق والاقتصاد.

ألتقيت بأحد المسؤولين الكبار في بورتسودان أواخر أيامي في الحكومة فطرح لي فكرة انهم بصدد اقامة هذه المحفظة، فبدون ما اشعر قلت له ، بالدارجة ارجوك لا تفكروا حتى فيها فهذه (حاجة كعبة )! ولكن اعتقد الإصرار عليها كان أكبر.

نتساءل ماهي مشكلة سعر الصرف ولماذا يتدهور الجنيه وليست هنالك آلية محددة لكبح جماحه ؟ بالرغم من اني كتبت مقالة سابقة بنفس هذا العنوان إلا أنني يمكن أن أوضح هنا قليلا لتتماشي مع ما سنذكره عن المحفظة الجديدة هذه ودورها المتوقع .

                 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى