توضيح مهم لوزارة الصحة السودانية
يواجه الوضع التغذوي في السودان صعوبات من قبل اندلاع الحرب على مدى ما يقارب الاربعة عقود هنالك تدهور في الحالة التغذوية و معدلات عالية من سوء التغذية المزمن و الحاد بأشكاله المتعددة والتي تصيب مختلف الفئات السكانية.
ان حالة الحرب المستمرة والمتطورة في السودان ساهمت في أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم لحوالى 10 مليون شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال وبعضهم ما زال بلا مأوى.
نتاجا لاستمرارية اجتياح مليشيا الدعم السريع تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير مع محدودية وتعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية و الصحية، وتفشي الأمراض، وتدهور الأمن الغذائي والمائي. كل من هذه شكل تهديدًا كبيرًا لحياة ملايين الأطفال دون سن الخامسة وكذلك النساء والفتيات الحوامل والمرضعات، اللاتي هن الأكثر عرضة للإصابة بسوء التفذية الحاد.
أدى هذا التدهور الإضافي لمسببات سوء التغذية الحاد إلى مراجعة الأشخاص المحتاجين لعلاج سوء التغذية بين الأطفال دون سن 5 سنوات والنساء والفتيات الحوامل والمرضعات. ارتفعت الحوجة من 3.9 مليون في فبراير 2023 إلى 4.9 مليون حالة للعام 2024 وهو أعلى تقدير في السنوات العشر الماضية، وأعلى بنسبة 22٪ مقارنة بتقديرات الربع الأول من عام 2023.
اتخذت وزارة الصحة و الشركاء عدد من التدابير الوقائية و الصحية لمعالجة و مكافحة سوء التغذية اهمها:
١. خطة التوسع فى تقديم خدمات التغذية بشقيها الوقائى و العلاجى اثناء الطوارىء عبر مراكز تقديم التغذية العلاجية و فى معسكرات النزوح وعبر الاتيام الجوالة.
٢. توفير الامداد لمعالجة الحالات من البان و اغذية علاجية لما يكفى 85% من الحوجة لمعالجة المصابين بسوء التغذية الحاد بدون مضاعفات و هنالك حوجة للمزيد خاصة فى الجانب الوقائى
٣. تم وضع خطة متعددة القطاعات لتمويل التدخلات التي تعالج دوافع و أسباب سوء التغذية والتي تعمل على تحسين الوضع التغذوي مثل توفير خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي و الغذاء على مستوى المجتمع مع وضع اولوية للتغذية والأمن الغذائي وسبل العيش وتوجيه الشركاء و المنظمات العاملة فى التغذية بتنفيذ مشروعات الأمن الغذائي وسبل العيش مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً .
اكبر التحديات التى تواجه تنفيذ التدخلات لمعالجة حالات سوء التغذية هى سيطرة مليشيات الدعم السريع على حركة الغذاء و العلاج فى اماكن سيطرتها و تسببها فى اغلاق بعض المناطق يحول دون وصول خدمات التغذية العلاجية اليها.
نجحت وزارة الصحة الاتحادية بمساعدة الشركاء من ايصال بعض الامدادات عبر الطرق البرية و مساعدة المجتمع المحلى و الاسقاط الجوى كما هو فى الفاشر لكن بصورة غير كافية و غير مستمرة.
يظل التحدى الأمنى هو الاكبر و الذى يحول كذلك دون حركة المواطنين للحصول على الغذاء كما ان اعتداءات المليشيا على المواطنين افقدتهم وسائل كسب العيش لهم و لاسرهم .
من هذا المنطلق تدعو وزارة الصحة الاتحادية جميع الشركاء للتنسيق للعمل المشترك من اجل الاطفال و الامهات فى توفير الاحتياجات التغذوية الاساسية و مكافحة الامراض و ايصال الامداد عبر المسارات و الممرات الانسانية المتعددة التى حددتها حكومة السودان فى داخل و من خارج البلاد.