أزمة تواجه عدد كبير من اللاجئين السودانيين في تشاد
في خطوة تعكس مدى المعاناة التي يواجهها اللاجئون السودانيون في شرق تشاد، قرر عدد كبير من سكان معسكر “فرشنا الجديد” مغادرة منازلهم والعودة إلى السودان. يأتي هذا القرار بعد أكثر من ستة أشهر من وصولهم إلى المعسكر، حيث عاشوا في ظروف قاسية دون أي دعم من المنظمات الإنسانية، التي لم تقدم لهم المساعدات الأساسية من غذاء أو مأوى.
أفاد اللاجئون بأنهم منذ وصولهم إلى المعسكر لم يحصلوا على أي نوع من أنواع الرعاية الإنسانية، مما اضطرهم للعيش في أوضاع صعبة للغاية. فقد كانت الحياة في المعسكر تعني العيش بلا مأكل أو مشرب، تحت سماء مفتوحة ودون حتى أبسط وسائل الراحة، مما جعلهم يفضلون العودة إلى وطنهم، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك.
في هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن المساعدات الإنسانية توقفت عن اللاجئين السودانيين في تشاد منذ ثلاثة أشهر، معربة عن استنكارها للضجة التي تثيرها بعض الجهات حول فتح المعابر الحدودية، خاصة معبر “أدري” الذي وصفته بالمشبوه. وأشارت الوزارة إلى ضعف الاهتمام الدولي بأوضاع اللاجئين السودانيين في دول الجوار وقلة المساعدات الإنسانية التي تصلهم.
وأضافت الوزارة أن هناك حوالي 11 مليون نازح داخل السودان يعانون من نقص شديد في المساعدات، خاصة بعد الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت مناطق مختلفة من البلاد. كما جددت الحكومة السودانية رفضها لتسييس العمل الإنساني، داعية المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات العاجلة لكل من هم في حاجة إليها من النازحين داخليًا واللاجئين في دول الجوار، بالإضافة إلى المتضررين من السيول والأمطار.
يُعرب البعض عن استيائهم من عدم استجابة المنظمات الدولية للاحتياجات الملحة لهؤلاء اللاجئين، مشيرين إلى أن هناك تفاوتًا كبيرًا في المعاملة بين اللاجئين السودانيين في تشاد وبين أولئك الموجودين في دول أخرى مثل إثيوبيا، مصر، وجنوب السودان. ويثير هذا التفاوت تساؤلات حول مدى التزام المجتمع الدولي بمبادئ حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين، التي تُناقش في المنابر الدولية ولكن يبدو أنها لا تُترجم إلى أفعال على أرض الواقع.